رسـالة بطرس الرسول الأولى
الأصحاح الأول
الدرس الثالث
مراحم كثيرة ـ رجاء حي – ميراث لا يفنى
إنها حقـًا رسالة التعزية والتشجيع
في دراستنا معـًا لهذه الرسالة نصلي أن يملأنا الروح القدس "الروح المعزي" بتعزيات وتشجيعات جديدة، حتى نكون مثل الرسول بطرس الذي كان هو نفسه مُضطهدًا من اليهود، إلا أن الروح القدس كان يستخدمه كأداة تشدد إيمان أولئك المتألمين والمطرودين من أجل البر، فيهتف مع الرسول بولس " مُبَارَكٌ اللهُ ... الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ" (٢كورنثوس ١: ٣ – ٤).
"مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ " (١بطرس ١: ٣).
" مُبَارَكٌ اللهُ " ما معنى هذا التعبير Be Praised, blessed؟
١. في استخدام هذا التعبير هنا للتعبير عن الإيمان المتهلل بالخلاص.
٢. تعبير يُستخدم في التسبيح والترنم بإعلان كمال البركات الموجودة في شخص إلهنا العظيم هي ذكر كثرة صلاحه.
٣. استخدام هذا التعبير بكثرة في العهد القديم. مباركة الرب إله إسرائيل، فمنذ القديم نسمع عبد إبراهيم يقدم سجودًا للرب شاكرًا قيادته له ونجاح مهمته فيقول: " مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ " (تكوين ٢٤: ٢٧)، ويترنم داود كثيراً قائلاً: " مُبَارَكٌ الرَّبُّ، يَوْمًا فَيَوْمًا " (مزمور ٦٨: ١٩). ويشجع نفسه والآخرين أحيانـًا أخرى فيقول: "بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ.. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ الرَّبِّ" (مزمور ١:١٠٣، ١:١٣٤ ) أما دانيال فيسبح الرب قائلاً: " لِيَكُنِ اسْمُ اللهِ مُبَارَكًا " (دانيال ٢: ٢٠). وزكريا يهتف " مُبَارَكٌ الرَّبُّ " (لوقا ١: ٦٣).
٤. استخدم الرسول بولس هذا التعبير أيضـًا "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فقد صرنا أبناءه بالإيمان بيسوع المسيح وصار لنا علاقة خاصة معه فلم يعُـد فقط إله كل البشر، ولأنه يُـكلم يهود آمنوا بالمسيح فالعلاقة مع الآب تغيرت عما كانت قبل الإيمان إذ كان الله هو إله شعب إسرائيل فقـط (أفسس ١: ٣، ٢كورنثوس ١: ٣).
هنا نتعلم الدرس الأول: بداية كل الأمور، نحتاج أن نُـسبح ونبارك ونعظم الرب، فالتسبيح يرفع الإيمان، فـنتـشدد كأننا نرى من لا يُـرى.. التسبيح بإيمان يملأ القلب فرحـًا ...
الرب إله رحيم (خروج ٣٤: ٦)
هل تأملت يومـًا في معنى كلمة "الرحمة"؟ هي الحب دون مقابل، هي عمل ومساعدة، أمر أكبر بكثير من تحرك المشاعر، هي فعل الصلاح، هي التحنن، هي باختصار عطاء مجاني للمحتاج، الرب إلهنا إله "كَثِيرُ الرَّحْمَةِ" (مزمور ١٠٣: ٨)، "لأَنَّ مَرَاحِمَهُ ... جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ" (مراثي ٣: ٢٢، ٢٣)، رحمة دائمة "أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ" (إرميا ٣١: ٣)،"قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ" (مزمور ١٠٣: ١١)، الله إله "غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ" (أفسس ٢: ٤). ومن محبته العظيمة وبمقتضى هذه الرحمة الكثيرة كانت له مشيئة هامة ، ما هي؟
أولاً: نعمة الولادة الثانية
١. جميعنا ولدنا بالخطية، وورثنا الطبيعة القديمة (الفاسدة التي ورثناها من آدم بعد السقوط)، "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رومية ٣: ١٢).
٢. جاء الناموس وعرفنا الخطية، وبذل الإنسان بطبيعته الساقطة، مجهودًا ليعمل أعمالاً صالحة محاولاً أن يُـرضي الله ولكن ظهرت الحقيقة واضحة الشر حاضر عندي... "لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ" (رومية ٧: ١٨) ، والنتيجة فشل.
٣. الطبيعة القديمة "الإنسان العتيق" لا يمكن أن يتحسن والأعمال الصالحة مهما كثرت تعجز عن إصلاحه، " وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ" (إشعياء ٦٤: ٦)، نعم.. حين يتجاوب الخاطئ مع صوت الله الذي يدعوه فهو إله رحيم لا يشاء موت الخاطئ (حزقيال١١:٣٣ )، ويقبل على المخلص فتغفر خطاياه والروح القدس ولده ابناً لله "مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ " (١بطرس ١: ٢٣).
ثانياً لا من زرع يفني بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد (١بطرس ١: ٢٣)
ويصير " خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ " (٢كورنثوس ٥: ١٧) ابنـًا ويُعطى سلطانـًا " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ " (يوحنا ١: ١٢، ١٣)، " شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ " (يعقوب ١: ١٨).
الروح القدس صنع التجديد " وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ " (تيطس ٣: ٤، ٥)
قليلاً قليلاً ندرك معـًا السر الذي دفع الرسول بطرس أن يفرح ويتهلل مباركـًا الله أبو ربنا يسوع المسيح، صاحب المراحم الكثيرة والمشيئة الصالحة إذ لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا فبموته وقيامته نلنا غفرانـًا وحياة جديدة وأرسل لنا الروح القدس وليس هذا فحسب فبالولادة الجديدة صار لنا....
رجاء حي
من الكلمات المحببة للرسول بطرس كلمة "الحي" فيقول " كَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ " (١بطرس ١: ٢٣)، "حَجَرًا حَيًّا ... كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ" (١بطرس ٢: ٤، ٥) "فَنَحْيَا لِلْبِرِّ" (١بطرس ٢: ٢٤)، "لِيَحْيَوْا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ" (١بطرس ٤: ٦).
أما عن الرجاء الحي فكما لو كان يسترجع اختباره هو نفسه والتلاميذ أيضـًا فبعد أن كانوا برفقة الرب في رحلاته ومعجزاته، وعظاته فجأة صلب وموت وقبر، وبدا الأمر وكأن الآمال كلها قد خابت (لوقا ٢٤: ٢٣ – ٢٤).
مات الرجاء بموت المعلم ولكن مع إشراقة شمس القيامة، انتعش هذا الرجاء، الرجاء الحي والميلاد الثاني والميراث، ينبع من غنى رحمة الآب المُحب. هو إله كل نعمة "بِدُونِ مَسِيحٍ ... لاَ رَجَاءَ لَكُمْ" (أفسس ٢: ١٢)، "الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ" (كولوسي ١: ٢٧)،
هناك نوعين من الرجاء:
١. رجاء يخيب لا يسمع له الله حين يصرخ.. (أيوب ٢٧: ٨) مثل رجاء الفاجر ومثل رجاء الفريسين (أعمال ٢٣: ٦).
٢. رجاء حي مثاله بعد التجديد، هذا الرجاء بسبب قيامة يسوع المسيح من الأموات. الرجاء الحي.. أمر هام جدًا لتشجيع أولئك المؤمنين المتألمين لأن الرجاء هو التوقع الواثق من حدوث الشيء. لهذا أراد أن يوجه أنظارهم أنه وإن كنا في هذه الحياة نجتاز في آلام أو اضطهادات، فنحن لنا "رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ" (عبرانيين ٧: ١٩)، و "إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ" (١كورنثوس١٩:١٥).
ما هي أهمية الرجاء؟؟ إلهنا هو إله الرجاء، والروح القدس هو من يزيد الرجاء (رومية ١٥: ١٣).
"الرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رومية ٥: ٥)، ونحن "فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ" (رومية ١٢: ١٢)، "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ" (تيطس ٢: ١٣)، ونحتاج دائمـًا أن "نُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا ... لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ " (عبرانيين ٦: ١٨، ١٠: ٢٣)، "وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ" (١يوحنا ٣: ٣)
الخلاصة: أن الرجاء الحي الذي لنا يحثنا دائمـًا على المثابرة والصبر ويحفظنا منتعشين ومنتظرين تحقيق الوعود، تمامـًا كما آمن إبراهيم "آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ، لِكَيْ يَصِيرَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ" (رومية ٤: ١٨).
- التجديد والولادة الثانية بالروح القدس أعطى رجاء الحياة الأبدية والميراث الجديد الأفضل "لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ" (١بطرس٤:١)
منذ القديم وموضوع الميراث في فكر الشعب اليهودي أمرًا بالغ الأهمية، فأرض كنعان التي وعد بها الرب آباءهم وقسمها لهم يشوع ، وأصبح الاحتفاظ بميراث الآباء أمراً حتميـًا. ولما قتلوا الرب يسوع أصبحوا في الشتات (أي بعيد عن كنعان) صار الحديث عن الميراث و"تألموا من أجله"، وأيضا الميراث الأبدي فالميراث الأفضل الذي ينتظرهم هو الميراث المحفوظ لهم في السموات. أرادهم الرسول بطرس أن يكونوا متشددين، أصحاب نظرة إيمانية تعتمد على الرب وحده الذي يعتني ويهتم بكل أمورنا حتى المستقبلية "لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ"
الميراث هو من نصيب أو من حق الأبناء.. فالابن هو من يرث أبيه "كُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ" (لوقا ١٥: ٣١)،
"فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رومية ٨: ١٦، ١٧)، " إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا (العبد لا يرث) بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ" (غلاطية ٤: ٧)، " لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ " (أفسس ٥: ٣٠)، " فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ" (أفسس ٢: ١٩)
عطايا الله لكل الخليقة " فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ " (متى ٥: ٤٥)، أما الميراث فهو للأبناء فقط " مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ (١يوحنا ٥: ١٢).
في إنجيل متى حين أعطى الرب مثل الكرامين الأردياء (متى ٢١: ٣٨)، ذكر أن الميراث ملكية حفظها لنا الآب في السموات... ووصفه داود قائلاً "وَرِثْتُ شَهَادَاتِكَ إِلَى الدَّهْرِ، لأَنَّهَا هِيَ بَهْجَةُ قَلْبِي" (مزمور ١١٩: ١١١)، أما الرسول بولس فيودع خدام أفسس في أعمال ٢٠: ٣٢، قائلاً "أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ" ويشجع كنيسة كولوسي قائلاً: " شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ ،... عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ" (كولوسي ١: ١٢، ٣: ٢٤).
كيف وصف الرسول بطرس هذا الميراث؟؟
١. ميراث لا يفنى: صانعه الإله الذي لا يفنى (رومية ١: ١٣)، وَلاَ يَعْيَا (إشعياء ٤٠: ٢٨)، "وَأَنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِيَ" (مزمور ١٠٢: ٢٧)، "لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ" (يعقوب ١: ١٧) فالميراث لا تتغير صورته كما تتغير صورة المادة من الجيد أو الحسن للأضعف أو الأسواء. أما الميراث ففيه "هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ" (١كورنثوس ١٥: ٣٣)، وذلك لأنه أمر يخص مستقبلنا الأبدي.
٢. ميراث لا يتدنس: "يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ" (عبرانيين ٧: ٢٦)، فالفساد الذي في العالم ليس له فيه مكان.
٣. ميراث لا يضمحل: يظل دائما مبهج، مسر.. محتفظـًا بجماله وقوته.
٤. ميراث محفوظ لنا في السماء: في حماية وحفظ وعناية الإله القادر على كل شيء، هو ميراث مجد وغنى، لهذا كان الرسول بولس يصلي لأجل المؤمنين "لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ" (أفسس ١: ١٨)، الله لم يعطنا هذا الميراث فقط بل حفظه لنا.
٥. يرى الرسول بطرس أن الميراث دعوة من الله لنا "لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً" (١بطرس ٣: ٩)، ويسميه أيضاً "نِعْمَةَ الْحَيَاةِ (١بطرس ٣: ٧).
للدراسة الشخصية والصلاة:
- هناك ألقاب أو مسميات للوارثين المجد... ما هي من هذه الشواهد (غلاطية ٤: ٧ غلاطية ٣: ٢٩، عبرانيين ١: ١٤، عبرانيين ٦: ١٧).
- تحدثنا عن الولادة الثانية كما تحدثت رسالة يوحنا الأولى عنها كثيراً. أكمل بحثك في قراءة الشواهد الآتية (١يوحنا ٣: ٩، ١يوحنا ٤: ٧، ١يوحنا ٥: ١، ٤).
- الرجاء (رومية ٨: ٢٣ – ٢٥) ماذا تضيف لك هذه الآيات عن الرجاء؟